المذكرة المرفوعة إلى صاحب الجلالة
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم سيدي أعزك الله
يتشرف أعضـاء المجلس الاستشـاري لحقوق الإنسان بأن يرفـعوا إلى السـدة العــالية بالله أن المجلس عقد اجتماعه التاسـع أيام الثلاثاء، الأربعـاء، الاثنين والثـلاثـاء 2، 3، 8و9 صـفر 1415هـ، موافق 12، 13، 18 و 19 يوليوز 1994م، تنفيذا للأمر السامي واستنادا إلى المادة الخامسة من الظهير الشريف رقم 1.90.12 الصادر في 24 رمضان 1410هـ (20 أبريل 1990م) المتعلق بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، والخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى عيد ميلاد صاحب الجلالة، عيد الشباب.
لقد درس المجلس جميع اللوائح التي لديه دراسة مستفيضة، في جـو تغمره فضيلة الحوار، فاستقر الرأي بالإجماع على إحاطة الجلالة الـشريفة بما يلي:
أ- إن أعضاء المجلس لينحنون انحناءة اجلال واكبار، وشكر وتقديس وامتنان على النعم المتصلة الموصولة، والرعاية المستمرة المنيفة، والعناية السامية الفائقة؛ شرفتموهم بالعمل تحت الإمرة المباشرة، ضمن نداء الأمانة، وعبأتموهم في هذه المرحلة التاريخية في إطار نداء المستقبل، نــداء التفاؤل والوحدة والأمل.
ب - إن أعضاء المجلس ليباركون ما ابتدعتموه من مسيرات، وحققتموه من معجزات، فأنتم منبع الخير والفلاح، مصدر الحق والنجاح؛ جددتم ركائز الديمقراطية المحلية، والسبل الكفيلة بإنقاذ فضاء المعرفة والتعليم والثقافة، وأمرتم بالعمل على نسخ الظهير الشريف 27 ربيع الأول 1354هـ (29 يونيو 1935م) تكريسا وترسيخا لدولة القانـون.
ج - إن أعضاء المجلس ليثيرون الانتباه إلى أنهم درسوا اللوائح اعتبارا مما تضمنه دستور سنة 1992 القاضي بأن المملكة المغربية تؤكد تشبثها بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا وضمن مدلول المعتقل السياسي كما عرفه المنتظم الدولي، اذ حددته لجنة حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم المتحدة في دورتها لسنة 1988 بأنه «الشخص الذي يبحث سلميا عن ممارسة أو تطوير حقوقه في حرية التفكير والرأي والتعبير وكذا في تكوين الجمعيات والتجمعات وحق المشاركة في القضايا العامة»، فثبت لهم أن عدد المعتقلين الذين ينطبق عليهم هذا التعريف هم أحد عشر.
د - إن أعضاء المجلس ليؤكدون، وقد ادركوا الخطاب السامي في منطوقه ومفهومه، في أبعاده السياسية والحضارية الرامية إلى خلق مناخ الائتلاف، أنهم درسوا لوائح المحكوم عليهم في أحداث مؤلمة، متقيدين بالمحجة التي رسمتموها والطريق التي حددتموها.
هـ - إن الأعضاء انكبوا كذلك على دراسة موضوع النازحين عن أرض الوطن فتبين أنهم فئتان: فئة اختارت الغربة وليست محل حكم ولا متابعة، ومن باب تحصيل الحاصل أن حق هؤلاء في العودة مضمون، وفئة فرت من العدالة بعد الحكم أو المتابعة.
و - إن الأعضاء ليشيدون بقرار الحكومة، القاضي بتصفية ملف المختفين، والأمر يتعلق بعدد قليل ويرجع إلى تاريخ بعيد، معبرين عن رغبتهم في تصفيته في أخصر الآجال ضمن مبادىء حقوق الإنسان.
ز ¬- إن الأعضاء ليلتمسون، وهم يقبلون الأعتاب الشريفة، إصدار العفو الكريم على الأشخاص المدرجة أسماؤهم باللائحة الأولى المتعلقة بالمعتقلين السياسيين وعددهم 11، والأشخاص المدرجة أسماؤهم في اللائحة الثانية وعددهم 413، وعلى النازحين المحكوم عليهم أو المتابعين ضمن نفس المعايير.
ولسيدنا المنصور بالله سديد الرأي، وواسع النظر، دام له العز والتمكين، ونصره رب العالمين بنصره المبين، وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأبقاه ملاذا أمينا لهذه الأمة، قائدا رائدا لأمجادها ومفاخرها، وأقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الأجل الأمثل سيدي محمد، وصنوه صاحب السمو الملكي الأمير الأبر الأرشد مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع الدعاء.
والسلام على المقام العالي بالله.
وحرر بالرباط في يوم الثلاثاء 9 صفر1415هـ، موافق 19يوليوز 1994م.
الخديم الوفي
رئيس المجلس
محمد ميكـو