اختتام فعاليات ندوة دولية لوضع أجندة بحث مشتركة في مجال الهجرة
اختتمت عشية يوم الجمعة 7 دجنبر 2018 أشغال ندوة دولية نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان في إطار مشاركته في فعاليات الهجرة التي تحتضنها مدينة مراكش طيلة هذا الأسبوع وبداية الأسبوع الجاري.
40 باحثا وباحثة من 17 دولة (اسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، بنين، جنوب أفريقيا، تنزانيا، السنغال، فرنسا، الكاميرون، كمبوديا، كندا، كينيا، لبنان، مالي، المغرب، النيجر، والولايات المتحدة الأمريكية) التأمو يومي 6 و7 دجنبر الجاري بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير للترافع من أجل أجندة بحث إفريقية مشتركة والتداول
بشأن واقع وتحديات ديناميات الهجرة بإفريقيا في ندوة اختتمت بجلسة رفيعة المستوى برئاسة كل من السيدة إي. تيندايي أشيومي، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، والسيد أنطونيو بانزيري، رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي.مساهمات المشاركين في اللقاء والنقاشات التي تلتها مكنت من تحديد ثغرات البحث وكذا المحاور الكبرى لأجندة بحث إفريقية متعددة التخصصات حول الهجرة.
ومن بين المحاور التى أكد الباحثون ضرورة التركيز عليها مسألة مساهمات المهاجرين سواء في بلد الإقامة والأصل، داعين إلى عدم اختزال هذا المفهوم في التحويلات المالية فقط، على أهميتها كموضوع في الأجندة، ليشمل أيضا المساهمات الاجتماعية والثقافية والعلمية وغيرها.
من بين محاور أجندة البحث أيضا طرق الهجرة وأسبابها والحدود وتطورها ونتائجها، بالإضافة إلى وضع البحث في مجال تاريخ الهجرة في القارة الإفريقية في قلب هذه الأجندة المشتركة.
هذا واتفق المشاركون في اللقاء على ضرورة تطوير معايير البحث في مجال الهجرة والرفع من جودتها وتطوير آليات تجميع المعطيات واستغلالها، لما لها من أهمية كبرى في مجال الهجرة، خاصة أنها تساعد على فهم ظواهرها وبالتالي المساعدة على اتخاذ قرارات مستنيرة مبنية على معطيات موثوقة.
من توصيات الندوة أيضا العمل على بناء وتعزيز الشراكات بين مختلف الفاعلين المعنيين بالبحث في مجال الهجرة، وعلى رأسهم المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والأكاديميون والباحثون والمنظمات والمراصد المختصة...
"لإفريقيا صوت يجب الإنصات إليه في مجال الهجرة"، خاصة أنها موطن لأكبر عدد من المهاجرين، يعيش على أراضيها غالبية لاجئي العالم (أكثر من ٪26 من مجموع اللاجئين في العالم) والغالبية العظمى لمهاجريها لا يهاجرون من دول إفريقيا نحو دول الشمال، عكس المتصور دائما، بل جلهم يهاجرون من دولة إفريقية نحو دولة إفريقية أخرى.
هكذا إذن تختتم أولى مراحل مسار ومنطلق يستغل زخم الهجرة في إفريقيا وباقي مناطق العالم اليوم من أجل وضع أجندة بحث إفريقية متعددة التخصصات حول الهجرة (في ظل ضعف الإحصاءات والأبحاث الأكاديمية في هذا المجال) في قارة تعتبر الهجرة جزء لا يتجزأ من تاريخها.
يذكر أن ندوة "ديناميات الهجرة بإفريقيا : الوضعية والتحديات – من أجل بحث مشتركة"، نظمت من قبل المجلس الوطني لحقوق الإنسان بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالمغرب ودعم من السفارة الفرنسية بالمغرب.