المذكرة المرفوعة إلى صاحب الجلالة

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم سيدي أعزك اللـه

يتشرف أعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بأن يرفعوا إلى السدة العالية بالله أن المجلس عقد اجتماعه الرابع يوم الخميس 12 جمادى الآخرة 1412هـ (19 دجنبر1991م) تنفيذا للأمر السامي واستنادا إلى المادة الخامسة من الظهير الشريف رقم 1.90.12الصادر في 24 رمضان 1410هـ 20 أبريل 1990م المتعلق بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.

لـقد درس المجلس تقرير الأمـانة الـعامة بشأن الخطوات التنفيذية المتعلقة بأنشطة المجلس دراسة مستفيضة فاستقر الـرأي عـلى احـاطة الجـناب العـالي بالله بما يلي:

إن أعضاء المجلس ليعتزون اعتزاز يمن واسعاد بالرسالة الملكية السامية وهي تحيط المؤسسة بالعطف والعناية، وتحفها بالرضى والرعاية، التفاتة مولوية تزكي نهج المجلس الذي رسمتم معالمه، وتعبىء الطاقات للاستمرار في المسيرة، درر مضيئة يفخر بهـا الأعضـاء فـي كـل آن، ومنارة هادية تصـدع بالأمر السامي بشأن الموافقة على مقترحات المجلس جملة وتفصيلا ليتقيد بها الخاص والعام.

إن المجلس ليبارك بكل اجلال قرار الجلالة الشريفة بإنشاء لجنة المتابعة للسهر على تنفيذ الأمر السامي القاضي بموافقة السدة العالية بالله على كل مقترحاته ويعاين أن أغلبها قد دخل حيز التنفيذ، مشيدا بتعاون الوزارات والادارات المعنية.

وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الخارجية والتعاون، وزارة العدل، وزارة الداخلية والإعلام، الإدارة العامة للأمن الوطني، قيادة الدرك الملكي، فما تحقق في ظرف وجيز لصالح حقوق الإنسان، سواء في مجال التشريع أو الممارسة، طفرة رائعة منبعها استراتيجية الفكر الحسني الرائد.

إن المجلس ليقترح على السدة العالية بالله استمرار لجنة المتابعة في عملها للسهر على تنفيذ باقي المقترحات في أخصر الآجال وخاصة التشريعية والتنظيمية. كما يلتمس وهو يشيد ببادرة وزارة الداخلية والإعلام المتعلقة بدعوة المجلس لمعاينة التنفيذ الاذن لمجموعتي العمل، الأولى المكلفة بالوضع تحت الحراسة والاعتقال الاحتيــاطي، والثــانية المكلفــة بدراســة الوضعيـــة فـــي السجون، بالقيام بزيارات ميدانية كل فيما يخصها للاطلاع عن كثب على المنجزات.

إن المجلس ليقترح على السدة العالية بالله اصدار الأمر السامي بإحالة مشروع قانون المسطرة الجنائية والمشاريع التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالسجون عليه لدراستها ورفع المقترحات إلى الجناب العالي بالله.

مـولاي أمير المؤمنـين

إن أعضاء المجلس وهم معبأون باستمرار وراء الجلالة الشريفة ليقترحون إصدار الإذن للمجلس بتكوين مجموعة عمل يعهد إليها بدراسة الوضعية الخطيرة والخروقات الصريحة لحقوق الإنسان المفروضة والمهيمنة على المحتجزين بمخيمات تيندوف.

ولسيدنا المنصور بالله سديد الرأي وواسع النظر دام له العز والتمكين، ونصره بنصره المبين وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأبقاه الله ملاذا أمينا لهذه الأمة رائدا قائدا لأمجادها ومفاخرها، وأقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأجـل الأمثـل سيــدي محمد وصنوه صاحب السمو الملكي الأمير الأبر الأرشد مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، انه سميع الدعاء.

والسلام على المقام العالي بالله.

وحرر بالرباط في يوم الخميس 12 جمادى الآخرة 1412هـ، موافق 19 دجنبر 1991م.