برقــــــــيـة مرفوعة إلى صاحب الجلالة بمناسبة إعادة تنظيم المجلس
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
مولاي صاحب الجلالة
إن رئيس وأعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان يا مولاي، وقد حظوا بشرف الإطلاع على نص الظهير الشريف المتعلق بإعادة تنظيم المجلس، وذلك في الاجتماع السادس عشر المنعقد تنفيذا للتعليمات الملكية السامية بمقر المجلس بالرباط يوم الجمعة 18 محرم الحرام 1422 هـ الموافق 13 أبريل 2001م، ليرفعون بعد تقديم ما يجب من فروض الطاعة والولاء لمولانا أمير المؤمنين دام عزه وعلاه، آيات الشكر والامتنان، وبالغ التعبير عما يخالجهم من اعتزاز وعرفان، للعناية الملكية الموصولة للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وأعضائه التي جعلت من هذا المجلس مؤسسة رئيسية كما أردتموه لها يا مولاي، تساهم من خلال آرائها الاستشارية في ضمان الحقوق، وصون الحريات للأفراد والجماعات.
ولقد وفرتم يا مولاي، لهذه المؤسسة بمقتضى الظهير الجديد مكانة أسمى، باختصاصات أوسع، ووسائل أنجع، للقيام بدورها على الشكل الأمثل، وذلك بدعم استقلالها من خلال تركيبة أعضائها من ذوي المواصفات العليا في مجال النهوض بحقوق الإنسان، والتمييز بين صفتهم التقريرية والاستشارية، وتحديد اختصاصات المسؤولين عنها، وتثبيت استقلالها المالي والإداري في انسجام تام مع المبادئ الدولية التي تحكم المؤسسات الوطنية المماثلة في أنحاء المعمور.
ولقد أصبحت هذه المؤسسة تنفيذا لإرادتكم السامية جهازا فعالا لرصد حالات خروقات الإنسان، والتصدي لها، وتقديم التوصيات بشأنها، والسهر على صيانة وكرامة المواطنين المغاربة داخل الوطن وخارجه، إضافة إلى دورها الأساسي في تقديم المشورة للجلالة الشريفة.
وإن الوسائل الجديدة التي نص علها الظهير الشريف كتقديم تقرير سنوي عن حالات حقوق الإنسان، وكذا المقترحات والتوصيات، وإحداث جائزة محمد السادس لحقوق الإنسان، والمساهمة في دارسة وملاءمة التشريع الوطني للاتفاقيات الدولية النافدة في مجال حقوق الإنسان، والمساهمة في إعداد الدراسات الوطنية المقدمة للمنظمات الدولية في هذا الشأن، وإمكانية الاستفادة من تجارب الخبراء غير الأعضاء من خلال الاستئذان بإحداث لجان خاصة؛ كل ذلك يعطي لهذه المؤسسة مجالا أوسع لتحركها، بظروف أنجع وأسرع، لخدمة الأهداف النبيلة التي أسست من أجلها.
لقد أعلنتم يا مولاي، ومنذ اللحظة التي اعتليتم فيها عرش أسلافكم المنعمين، تشبثكم اشد ما يكون التشبث بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا. ومنذ ذلك العيد السعيد، وورش حقوق الإنسان يعرف بناء تلو الآخر من أجل مفهوم جديد للسلطة، في إطار شمولية حقوق الإنسان، بأبعادها المختلفة سياسية ومدنية كانت، أو اقتصادية واجتماعية وثقافية، تساهم في دعمها كل فعاليات المجتمع السياسي والمدني، وتستجيب في تطبيقاتها للمعايير الدولية دعما وترسيخا لدولة الحق والقانون.
وإن أعضاء المجلس يا مولاي، في الوقت الذي يعتزون فيه ويفتخرون بهذا المكسب الجديد الذي نال المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، سيرا على سنة التطور الذي تمارسه الدول العريقة وذات الحضارة المرموقة، ليعتبرون أنفسهم جنودا مجندين للسير وراء جلالتكم من أجل تنفيذ توجيهاتكم السامية، والعمل بجد وحزم ونكران ذات في هذه الفترة الانتقالية التي نص عليها الظهير الشريف، إلى حين تفضل جلالتكم المنيفة بتنصيب المجلس بتركيبته الجديدة.
حفظ الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام على جلالته نعمة الصحة والعافية في الحل والترحال والمآل، وأحفه بألطافه الربانية، وأثمر مسعاه، وأبقاه حاميا لحقوق رعاياه الأوفياء، وشد أزر سيدنا المنصور بالله بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولاي الرشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع بصير وللدعاء مجيب.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.
وحرر بالرباط في 19 محرم الحرام 1422هـ، موافق 14 أبريل 2001م.
الخديم الوفي
رئيس المجلس
إدريس الضحاك