ندوة وطنية حول الذاكرة، التاريخ والأرشيف
في إطار تتبع تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بحفظ الأرشيف والذاكرة وفي أفق وضع برنامج لدعم تنفيذ هذه التوصيات بدعم من الاتحاد الأوروبي، نظم المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان يوم 3 يوليوز 2009 بالرباط ندوة وطنية حول "الذاكرة، التاريخ والأرشيف".
وجاء تنظيم هذه الندوة، في أعقاب ندوتين نظمتا سابقا حول "التعليم والتاريخ الراهن" وحفظ وتحديث الأرشيف الوطني".
وتمثل الهدف من اللقاء في ربط مقاربة هيئة الإنصاف والمصالحة لمسألة التاريخ وحفظ الذاكرة، مع مقاربات الفاعلين المحليين، وإغناء المشاريع المحلية في مجال التاريخ والذاكرة بإسهام أكاديمي مع اعتبار الخصوصيات الجهوية، وتشجيع إدماج قضايا حفظ الذاكرة وفضاءات الذاكرة وكتابة التاريخ المحلي في البرامج التعليمية، وذلك في إطار مقاربة شمولية تمكن، من خلال أخذ الخصوصيات الجهوية والقواسم الوطنية المشتركة بعين الاعتبار ، من بروز نموذج مغربي في مجال التاريخ، الذاكرة والأرشيف.
وتمحورت أشغال الندوة، التي شارك فيها أساتذة باحثون، جامعيون، جمعيات حاملة لمشاريع في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي، ممثلون عن مؤسسات وطنية وقطاعات حكومية معنية، جامعات ومراكز للبحث على المستوى الوطني، حول ثلاث جلسات عامة همت مواضيع " الذاكرة والتاريخ" و "كتابة التاريخ المحلي" و"الأرشيف والتوثيق المحلي ".
وقد دعا رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، السيد أحمد حرزني، في كلمة افتتاحية، إلى بلورة مشاريع ملموسة لإحياء ذاكرة الماضي بشكل إيجابي، من أجل الانطلاق نحو مستقبل خال من بعض المظاهر السلبية، التي عرفها الماضي القريب في المغرب.
وذكر أيضا أن المجلس يعمل بمعية كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، على إحداث «ماستر» في التاريخ الراهن، كما سيطلق مشاريع بحث في هذا المجال على الصعيد الوطني بموازاة مع توقيع اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي ترمي إلى دعم جهود النهوض بالذاكرة والتاريخ والأرشيف.
ومن جانبه، أكد السيد إبراهيم بوطالب، أستاذ التاريخ المعاصر، وعضو هيئة الإنصاف والمصالحة، على ضرورة إدراك الفرق الكبير بين الذاكرة والتاريخ، باعتبار الذاكرة إحساسا ذاتيا حيا، يكتسي طابعا نضاليا، مقابل الطابع العلمي العقلاني للتاريخ. وأوضح بوطالب، أن الذاكرة أضحت موضوعا راهنا في المغرب، أملاه العمل الذي قامت به هيئة الإنصاف والمصالحة، للوقوف على ماضي انتهاكات حقوق الإنسان".
يذكر أن مجموعة العمل الخاصة بالذاكرة والتاريخ، التي أحدثها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ، حققت العديد من المنجزات في هذا المجال، عبر عقد لقاءات جهوية بشأن موضوع الذاكرة، وخاصة كيفية التعامل مع فضاءات المعتقلات السرية السابقة.