افتتاحية
يقف العدد التاسع من النشرة الإلكتروني الإخبارية للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان عند حصيلة سنتين من تنفيذ برنامج جبر الضرر الجماعي الموجه للجماعات والمناطق التي عانت من ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
لقد نجح البرنامج منذ انطلاقه سنة 2007، ارتكازا على فلسفة جبر الأضرار في بعدها الجماعي كما طورتها هيئة الإنصاف والمصالحة، من بناء الإطارين المؤسساتي والتعاوني اللازمين لأجرأة تلك الفلسفة على أرض الواقع، قبل الانكباب على تحسيس وتكوين ومواكبة الفاعلين المحليين من حاملي المشاريع، ليمر لإطلاق تنفيذ المشاريع على مستوى المناطق الـ11 المشمولة بجبر الضرر الجماعي. هكذا، تم اعتماد 32 مشروعا في إطار الشطر الأول من المشاريع، فيما تم التوصل بأكثر من 230 مشروعا برسم المجموعة الثانية من مشاريع البرنامج.
فضلا عن أهمية هذه الانجازات على المستوى التدبيري التي مكنت برنامج جبر الضرر من بلوغ درجة مهمة من النضج وفتحت أمامه آفاق أرحب من مجالات التدخل والشراكات، تميز البرنامج بأربع انعكاسات عميقة تمثلت في خلق الدينامية المحلية، تحرير الطاقات، انخراط الفاعلين وطنيا ومحليا، وضمان الحفظ المستدام للذاكرة الوطنية.
ذلك، أن فلسفة البرنامج هي ذات دلالات عميقة لا تنحصر في مجرد تعويضات (على أهمية جبر الضرر المادي ورد الاعتبار) أو خدمات مكتملة ونهائية ممنوحة بشكل أحادي الاتجاه من الدولة نحو للساكنة، وإنما هي قبل كل شيء، دعوة إلى تحرير الطاقات والمبادرات.
من جهة أخرى، يتناول هذه العدد، بالإضافة إلى تغطية أنشطة المجلس خلال شهر يوليوز وغشت، الاجتماع الثالث والثلاثون للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، الذي تميز، على الخصوص، بتقديم تقرير عن متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة يبرز ما تم إنجازه على مستوى جبر الأضرار؛ الكشف عن الحقيقة؛ والإصلاحات المؤسساتية.