• تصغير
  • تكبير

تقديم

تندرج الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، كمشروع وطني، في إطار الدينامية العامة التي يعرفها المجتمع المغربي في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها منذ عدة سنوات، بمساهمة أطراف متعددة حكومية وغير حكومية: سياسية وحقوقية ومدنية بشكل عام، ومن خلال مجهود متواصل، من جهة، ومسار غير يسير، من جهة أخرى.

ونظرا للارتباط الوثيق بين حماية حقوق الإنسان والنهوض بها، وسعيا لتنمية مواطنة نشيطة، ومساهمة في تدعيم المقاربة الحقوقية والديمقراطية التشاركية في برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي انخرطت فيها بلادنا، تفتح الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان ورشا مجتمعيا كبيرا ذا بعد تاريخي يهدف إلى التأسيس لفعل ثقافي وتأهيلي، يعيد بناء الوعي والسلوك تجاه الذات والآخر والمجتمع بصفة عامة، ويضمن مواطنة كاملة.

يتوخى هذا المشروع تأهيل المجتمع المغربي ليلتقي حول أرضية قيمية مشتركة، تشكل فيها مبادئ الكرامة والحرية والمساواة والعدل والتضامن والتسامح وقبول الاختلاف، قواعد لعلاقة الأفراد فيما بينهم، في حياتهم الخاصة والعامة، ومن سائر المواقع التي يوجدون فيها، ومحددات للممارسة اليومية للإدارة ولسائر المؤسسات، المدبرة للشأن العام، في معاملاتها مع المواطنات والمواطنين.

طبيعة الأرضية وأهدافها ومجالات تدخلها:

إن هاته الأرضية، كمشروع وطني، من حيث الأبعاد، وتشاركي، من حيث المقاربة، يتوخى الاستجابة لغاية مجتمعية وهدف مباشر مترابطين:

- الغاية المجتمعية: وتكمن في تملك المجتمع عموما ومن يوجدون في مواقع تمكنهم من ضمان إعمال حقوق الإنسان بشكل خاص، لثقافة حقوقية تتجلى في مواقف وسلوكات وممارسات تحترم معايير وقيم حقوق الإنسان، وتنعكس إيجابا على الحياة اليومية للمواطنين والمواطنات.

- الهدف المباشر: وهوخلق ديناميكية تعبئ فاعلين حكوميين وغير حكوميين في الحقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، من أجل تنسيق وتوسيع الجهود الحالية والمستقبلية لفائدة النهوض بثقافة حقوق الإنسان، ضمن تصور يمنحها الانسجام والتكامل والاستدامة، ويوفر لها شروط الإبداع والتكيف مع الحاجيات المتجددة.

مجالات التدخل:

اعتبارا لكون النهوض بثقافة حقوق الإنسان عملية متعددة الأبعاد والمكونات، ومراعاة للتحديات المرتبطة بمجال النهوض والسياق التاريخي لبلدنا، فإن الأرضية اعتمدت ثلاثة محاور مترابطة ومتفاعلة فيما بينها: التربية وتكوين المهنيين والتحسيس، كمداخل أساسية لخلق دينامية مجتمعية تمكن من تملك قيم وثقافة حقوق الإنسان من طرف مختلف مكونات المجتمع، أفرادا وجماعات ومؤسسات.

كرونولوجيا إعداد الأرضية:

مر إنجاز الأرضية بعدد من المراحل يمكن إجمالها في ما يلي:

- إجراء دراسة تقييمية للمبادرات التي عرفتها بلادنا في مجال نشر ثقافة حقوق الإنسان خلال العقد الأخير؛

- عقد ورشات للتشاور مع الفاعلين الأساسـيين في المجال (قطاعات حكومية ومنظمات المجتمع المدني)؛

- تشكيل اللجنة المستقلة للإشراف والتتبع لإعداد الأرضية بإشراك كل الفاعلين المعنيين؛

- إعداد الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان وتحديد العمليات الواجب القيام بها وفق المحاور الثلاثة للأرضية (التربية، التكوين، التحسيس)؛

- تقديم الأرضية والترافع من أجلها أمام الجهات الحكومية وغير الحكومية المعنية والفاعلين السياسيين لحشد الدعم السياسي والمعنوي والمادي لها؛

-اعتماد الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان والمصادقة عليها في ورشة نظمت بتاريخ 20 دجنبر 2006؛

- تقديم الأرضية للسيد الوزير الأول بتاريخ 13 فبراير 2007. حيث أعلن سيادته أن الحكومة تلتزم بالأرضية وبمضامينها، وأنها على استعداد لتوفير الموارد البشرية والمالية لتنفيذها؛

- الإعلان الرسمي عن أرضية العمل المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان بتاريخ 26 فبراير 2007 بالرباط بحضور السيد الوزير الأول إدريس جطو والرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، الفقيد إدريس بنزكري؛

- تتبع وتحديد المراحل والآليات الخاصة بتفعيل الأرضية؛

- تم تنصيب لجنة الإشراف المكلفة بتنفيذ الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، مشكلة من ممثلين عن القطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية، منها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وممثلي الجامعة ووسائل الإعلام والمجتمع المدني،
في 28 أكتوبر 2009 خلال حفل تم تحت رئاسة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والوزراة الأولى؛

- عقد لجنة التنفيذ اجتماعها الأول في دجنبر 2009 حيث شكلت فيه هيكلتها التي جاءت على الشكل التالي:

- مكتب اللجنة (يضم الرئيس ونائبته، الكاتب العام، مكلف بالتواصل، منسقون لمجموعات العمل الثلاث)؛

- ثلاث مجموعات عمل داخلية بحسب المحاور الثلاثة للأرضية (التربية، التحسيس وتكوين المهنيين).

أعلى الصفحة