مذكرة حول تقرير المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بخصوص تقصي الحقائق حول الأحداث المرتبطة بالهجرة غير القانونية
بسم الله الرحمن الرحيم
مولاي صاحب الجلالة،
بعد تقديم آيات الإخلاص والوفاء، يتشرف رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أن يرفع إلى جلالتكم، تقريرا حول أحداث الهجرة غير القانونية الواقعة على الحدود مع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين خلال شهري شتنبر وأكتوبر من سنة 2005. وقد سبق للمجلس أن ناقش مضامين هذا التقرير وصادق عليها في اجتماعه الخامس والعشرين، في إطار دورة عادية، يوم السبت 8 ربيع الثاني 1427 هـ موافق 06 ماي 2006، موصيا بإدخال التعديلات والاقتراحات التي تقدم بها السيدات والسادة أعضاء المجلس.
كما يشرفني أن أرفع إلى سامي علم جلالتكم أن هذا التقرير جاء تتويجا للعمل الذي قامت به لجنة خاصة تم تكوينها من طرف المجلس لتقصي الحقائق حول الأحداث المذكورة. وتمثلت المهمة المنوطة بهذه اللجنة أساسا في التحري في تلك الأحداث وتاريخ وقوعها وتلاحقها، وخاصة فيما يتعلق بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان مرتبطة بها بصفة مباشرة أو غير مباشرة.
وقد مكن هذا العمل المجلس، يا مولاي، من الوقوف على كون ظاهرة الهجرة غير القانونية معقدة ومتشعبة، من حيث عواملها وفضاءاتها والمتدخلين فيها. كما أنها تسائل العديد من الأطراف على المستويين الوطني والدولي، وتستوجب معالجتها مراعاة جوانب حقوقية وإنسانية عدة، في إطار مقاربة مندمجة للتعاون والشراكة على المستويين الدولي والإقليمي.
وأثناء إجراء التحريات بخصوص الأحداث المذكورة، اعتمد المجلس طريقة في العمل تمحورت حول أربعة أنواع من الأبحاث واللقاءات، حيث تم الاستماع للفاعلين التاليين:
مسؤولون على مستوى مركزي؛
ممثليات بعض المنظمات الدولية المعنية المعتمدة ببلادنا؛
جمعيات حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية أخرى؛
وأخيرا القيام بزيارة لمكان وقوع الأحداث ومقابلة فاعلين محليين.
وبفضل تعاون كل الأطراف المعنية التي تم الاتصال بها أو عقد لقاءات معها، تمكن المجلس من إجــراء:
حوارات وتقصيات؛
الاستماع إلى مختلف الأطراف المعنية؛
جمع المعلومات والمعطيات المتوفرة وتحليلها ودراسة مختلف الأجوبة المقدمة وكذا الوثائق المسلمة؛
زيارات ميدانية لأماكن سابقة لاستقرار مهاجرين أفارقة وعلى مستوى الحدود.
وقد مكن هذا العمل المجلس من التوصل إلى الاستنتاجات والخلاصات وتقديم توصيات تضمنها هذا التقرير الذي اعتبره المجلس بمثابة ثاني تقرير موضوعاتي له بعد التقرير الخاص بالأوضاع في السجون.
حفظ الله مولاي صاحب الجلالة وأيده، وأقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزر جلالته بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وحفظه في باقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.
وحرر بالرباط في يوم 1 ذي القعدة 1427هـ موافق 23 نونبر 2006م.
رئيس المجلس
إدريس بنزكري